فضل الدعاء في العبادة لكل مسلم

باسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على محمد و على آله و صحبه أما بعد: صديقي المسلم, إن فضل الدعاء  عظيم على كل مسلم, و هو العبادةو سؤال الرب جلّ و علا وحده, وهو التوجه بخشية و خشوع و قصد, و لجوء للواحد الأحد الصمد بإقبال على الله, مع إظهار العجز و الخضوع و التذلل إليه, و الاعتراف بقوته و بكبريائه, و قدرته على كل شيء و الإعراض عما سواه يعبر فيه  الداعي عن توحيد الله, فلا يرجو إلا الله و لا يخاف إلا الله و لا يعطيه ما تمنى و دعا إلاّ هو سبحانه بيده الملك و الملكوت. 

الدعاء من افضل العبادات لكل مسلم

ثبوت الدعاء في القرآن و السنة

لقد ثبت الدعاء في كتاب الله عز و جل, و في سنة نبينا صلى الله عليه و سلم, قال الله عز و جل: ***(( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوتي الداعي إذا دعان))*** صدق الله العظيم و قال أيضا سبحانه و تعالى: ***((و قال ربُّكم ادعوني استجب لكم ,إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )))** غافر

التضرع لله وحده من أعظم العبادات في فضل الدعاء, و في الآية الكريمة ثبوت الدعاء و أن الله قريب من عبده ليستجيب له شريطة أن يدعو المؤمن ربه بتواضع و أدب مع خالقه.

كما ثبت في فضل الدعاء في السنة النبوية بأكثر من حديث أهمها:عن النعمان بن بشير , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : *** إن الدعاء هو العبادة , ثم قرأ : **(( ادعوني أستجب لكم ))** 
عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:** ليس شيء أكرم على الله من الدعاء**. معناه أكثر كرامة و قدرا و أرفع درجة , فهو أحرى بالاستجابة و القبول.

عن ابي هريرة , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: *** ما من مؤمن ينصب وجهه الى الله , يسأل مسألة إلا أعطاه إياها , إما عجّلها له في الدنيا , و إما دخرها له في الآخرة ما لم يَعجل *** 

عن ابي سعيد الخُدري , عن النبي صلى الله عليه و سلم : **ما من مسلم يدعو , ليس بإثم و لا بقطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث , إما أن يعجِّل له دعوته , و إما أن يدَّخرها له في الآخرة , وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها.قال: إذا يكثر , قال : الله أكبر **.

دعاء الإثم لا يقبله الله

 يجب أن لا يدعو المسلم بدعاء إثم فلا يقبله الله منا, و لا بقطيعة رحم كأن يدعو بالقطع و البعد عن أقاربه, أو بدعاء ضرر , أو تسليط مصائب لإخوتك المؤمين ’ بل يستحب الدعاء بالهداية لعامة الناس, فدعاء الخير  مقبول عند الله عز و جل , فيعطي الله ثلاث لعبده الداعي ; إما التعجيل في الاستجابة , أو يدَّخرها الله له في الآخرة لأنه أعلم بعبده فربما يكون أحوج إليها في الآخرة أفضل من الدنيا.

(و إما أن يدفع عنه من السوء) أي يدفع بها الله عن عبده البلاء النازل عليه, سواء كان في دينه أو دنياه, أو ما يصيبه في بدنه (قال : إذا يُكثر). على كل مسلم الاكثار من الدعاء, لأن فضل الله كثير و ما يعطيه من سعة كرمه على عباده أكثر مما يعطيه مقابل الدعاء.


عدم الإستعجال في الإستجابة للدعاء

فلا تستعجل! أخي المسلم في الاستجابة, و أَكثر, ولا تدع الدعاء, وتيقّن بتمام اليقين أن الله يستجيب لك آجلا أم عاجلا فهو العليم الخبير.و لما كان فضل الدعاء من العبادة, فهو واجب علينا لتمام العبادة, و من لم يسأل الله يغضب عليه, فعن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ** من لم يسأل الله غضب الله عليه **.

 رضا الله من دعاء عبده

 رضا الله من دعائك إليه, مصداقا لقول الله جلا و علا : ***((إن الذين يستكبرون عن عبادتي)). أي عن دعائي, و الله يحبٌّ أن يُسْألَ و أن يٌلَحَّ عليه بالدعاءو من لم يسأل الله فهو من المغضوبين عليهم, فقنوط العبد, و تكبُّره, رذيلتان مذمومتان عند الله توجب غضبَهُ(نعوذ برضا الله من سخطه). اللهم آمين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أنظر أهمية الدعاء موقع موضوع

2 تعليقات

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *