بسم الله الرحمن الرحيم إن من أفضل العبادات التقيد بدعاء الصباح و المساء و الإلتزام به، لأنه في بداية يومك أخي المسلم : دعاء الصباح في مقدمة نهارك, و دعاء المساء في نهاية يومك، لتنال البركة في نشاطك اليومي و التوفيق في قضاء حوائجك.
دعاء الصباح بداية نهارك
دعاء الصباح بداية نهارك, و نشاطك أخي المسلم, فأنت في حفظ الله عز و جل بالتوكل عليه. راجيا منه التوفيق إلى ما يحبه و يرضاه, و كل تحرك أو عمل بحوله و قوته, و يجب علينا كمسلمين ذكره, و الاستعانة باسمه, و أن نتصف بالتضرع لله وحده في الدعاء, و متقلّبين بقدرته و إرادته. طبقا لحديث أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أصبح قال: ** اللهم بك أصبحنا , و بك أمسينا , و بك نحيا , و بك نموت , و إليك النّشور **. و إذا أمسى قال: ** اللهم بك أمسينا , و بك أصبحنا , و بك نحيا , و بك نموت , و إليك المصير **.
نصبح و نمسي ملتبسين بحفظه, و مغمورين بنعمته و نموت وإليه النشور, وهو البعث بعد الموت و ما يعقبه من أمور. و المقصود أخي المسلم; الاستيقاظ من النوم هو بمثابة الحياة بعد الموت, و لهذا جعل الله سبحانه النوم بمنزلة الموت, و الانتباه بعده دليلا على البعث و النشور,مصداقا لقول الله عز و جل: **(( و من آياته منامكم بالليل و النهار و ابتغاؤكم من فضله , إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ))** صدق الله العظيم.
روى البخاري في صحيحه عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا استيقظ قال: ** الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور **.
كان حبيبنا و شفيعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم, يسأل الله عز و جل السلامة من كل مكروه و آفة, و يسأل الله العفو و التجاوز عن الذنوب و الوقاية من شرور الدنيا و الآخرة, تأمل و تدبر معي أخي المسلم.
فعن ابن عمر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح و إذا أمسى : ** اللهم إني أسألك العافية في الدنيا و الآخرة, اللهم إني أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي, و أهلي و مالي, اللهم استر عوراتي و آمن روعاتي , اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي , و عن يميني و عن شمالي , و من فوقي , و أعوذ بعظمتك من أن أَغتال من تحتي **.
التأسي بالنبي في دعاء الصباح و المساء
وجب علينا أن ندعو الله عز و جل بدعاء الرسول صلى الله عليه و سلم. تأسيا به في دعاء الصباح و المساء, لنقي أنفسنا مهالك الدنيا و الفوز بالآخرة, لأننا نمضي في هذه الدنيا و لا نعلم ما يصيبنا من فزع و خوف, و ما يلحقنا من نكبات و فتن لا نعلمها. و الدعاء بالستر لعيوبنا و عوراتنا, والتضرع لله من أجل الحفظ من أي مكروه يتربص بنا, فنسأل الله الخير كله آجله و عاجله و الاستعاذة من كل شرّ.
عن أبي هريرة قال : قال أبو بكر: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أصبحت و أمسيت , قال صلى الله عليه و سلم : قل: اللهم عالم الغيب و الشهادة , فاطر السماوات و الأرض, رب كل شيء و مليكه, أشهد أن لا إله إلا أنت, أعوذ بك من شرّ نفسي و من شر الشيطان و شركه, قله إذا أصبحت و إذا أمسيت, و إذا أخذت مضجعك **.
تبدأ الدعاء بالثناء على الله تعالى و التحميد له ,و أنه الله الواحد الأحد , لا نشرك به شيئا, ثم التعوذ به وحده سبحانه من شرور النفس الأمارة بالسوء, و من الشيطان الرجيم, صباحا و مساء, و عند النوم.
الأدب و التواضع في الدعاء
دعاء الصباح و المساء دعاء عظيم فيه التوجه و الالتجاء بأدب و تواضع شديدين إلى الله. بدوام مجاهدة النفس, و التضرع لله سبحانه و تعالى, عالم الغيب الخالق المبدع في السموات و الأرض, و المالك لكل شيء و الاستعاذة بالله وحده من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا, و من الشيطان الرجيم و من أشكال الشرك بالله تعالى, أدعو به صباحا و مساءً و عند مضجعك, هكذا ندعوا الله كما كان دعاء الرسول عليه الصلاة و السلام
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بم علمتنا و زدنا علما اللهم آمين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
